لبنان/ أليتيا (aleteia.org/ar) الجمعة الحادي عشر من زمن العنصرة
قَالَ الرَّبُّ يِسُوع: “مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟ طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا! حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ. أَمَّا إِذَا قَالَ ذلِكَ العَبْدُ في قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي في مَجِيئِهِ، وَبَدأَ يَضْرِبُ الغِلْمَانَ وَالجَوَارِي، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَر، يَجِيءُ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ في يَوْمٍ لا يَنْتَظِرُهُ، وَفي سَاعَةٍ لا يَعْرِفُها، فَيَفْصِلُهُ، وَيَجْعلُ نَصِيبَهُ مَعَ الكَافِرين. فَذلِكَ العَبْدُ الَّذي عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَمَا أَعَدَّ شَيْئًا، وَلا عَمِلَ بِمَشيئَةِ سَيِّدِهِ، يُضْرَبُ ضَرْبًا كَثِيرًا. أَمَّا العَبْدُ الَّذي مَا عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَعَمِلَ مَا يَسْتَوجِبُ الضَّرْب، فَيُضْرَبُ ضَرْبًا قَلِيلاً. وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ٱئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر”.
قراءات النّهار: أعمال ٢٥: ١٣-١٤أ، ٢٢-٢٧ / لوقا ١٢: ٤٢-٤٨
التأمّل:
هل تظنّ بأنّك لم تُعطَ الكثير؟!
تأمّل في حياتك جيّداً وانظر كم منحك الله من عطايا بدءاً من الحياة والعائلة فالعلم والعمل وكلّها مجالاتٌ للخدمة والرّسالة كما ألمح البابا فرنسيس يوماً حين اعتبر بأنّ عالمنا بحاجةٍ إلى قدّيسين يعيشون القداسة في حياتهم اليوميّة وليس فقط في التكرّس أو الكهنوت…
كلّ حياتنا هي عبارةٌ عن مجالات للخدمة والرسالة وفق مستطاعنا وبحسب مقدورنا وإمكانيّاتنا طبعاً.
المهمّ أن يعي الإنسان بأنّه مدعوٌّ لتحقيق هويّته وكيانه إنطلاقاً من حيث هو وليس بالضرورة من حيث يظنّ بأنّه يجب أن يكون…
دعوتنا المسيحيّة دعوةٌ واقعيّة تتجسّد في زماننا ومكاننا وهو ما علّمنا إيّاه الربّ يسوع حين تجسّد وعاش واقعياً كلّ كلمةٍ دعا إليها ضمن بيئته ومجتمعه ومن ثمّ مع الآخرين وهو ما نحن ايضاً مدعوّون إليه!
الخوري نسيم قسطون – ٣ آب ٢٠١٨
https://plus.google.com/113755694827547755416/posts/Hv5TVouBgkQ