لبنان/ أليتيا (aleteia.org/ar) أحد شفاء الأعمى
ووَصَلُوا إِلى أَرِيحا. وبَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي إبْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَّريق. فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: “يَا يَسُوعُ إبْنَ دَاوُدَ إرْحَمْنِي!”. فَإنْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: “يَا إبْنَ دَاوُدَ إرْحَمْنِي!”. فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: “أُدْعُوه!”. فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: “ثِقْ وإنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك”. فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع. فقَالَ لَهُ يَسُوع: “مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟”. قالَ لَهُ الأَعْمَى: “رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!”. فقَالَ لَهُ يَسُوع: “إِذْهَبْ! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ”.
قراءات النّهار: ٢ قورنتوس ١٠: ١-٧/ مرقس ١٠: ٤٦-٥٢
التأمّل:
من المؤكّد أن “بَرْطِيمَا” الاعمى كان أكثر فهماً لهويّة يسوع من الكثير ممّن رافقوه…
فكثيرٌ منهم شكّكوا بألوهيّة الربّ يسوع… آخرون اندهشوا أمام الآيات التي كان يقوم بها وسرعان ما كانوا يعودون إلى سابق شكوكهم أمام أسخف صعوبة أو اعتراض من الفرّيسيّين أو سواهم!
أمّا الرسل، الأقرب عمليّاً إلى الربّ يسوع، كانوا أحياناً من الأكثر عرضة للشكوك!
أمّا هذا الأعمى فقد نادى يسوع بلقب المسيح المنتظر أي ابن داود وتخطّى ذلك إلى طلب الرّحمة إليه وهي لا تطلب إلّا من الله وحده لما تتضمّنه من إيمانٍ بقدرةٍ تفوق قدرة الإنسان بكثير إذ من يرحم ويغفر إلّا الله وحده؟!
أمام هذا الأعمى – المبصر جدّاً روحيّاً، لا بدّ لنا أن نسأل ذواتنا حول مدى إيماننا بالمقارنة معه ومدى إدراكنا لهويّة الربّ يسوع كربٍّ وكمخلّصّ!
الخوري نسيم قسطون – ١٨ آذار ٢٠١٨
https://plus.google.com/113755694827547755416/posts/ftVe1d3Nex1