ويرقى ذلك في الواقع الى القرن الثالث عشر وهو متعلق بفرنسيس آخر.
كان القديس يشرف على نهاية حياته، لا يستطيع المشي ويعاني من مرض في العنَين. طلب منه أبناء منطقة مجاورة المساعدة في التعامل مع كاهن الرعيّة. اكتشفوا ان الأخير كان على علاقة بامرأة من البلدة. قابل القديس الكاهن أمام الجميع. اعتقدوا انه سيوبخه. لكن عوض ذلك، انحنى القديس فرنسيس على ركبتَيه واخذ يدَي الكاهن وقبلهما وقال:” كل ما أعرفه وأريد أن أعرفه هو ان هاتَين اليدَين تعطياني المسيح. ويُقال ان الكاهن اهتدى.
وهذا ما يفعله البابا، لا يدير ظهره لأولئك الذين نعتبرهم خطأة بل يعترف بأن هدف وجودنا هو نقل المسيح لبعضنا البعض.
نسمع ان البابا فرنسيس “يُرسل الرسالة الخاطئة” عند اقترابه من الخطأة لكن هذه الرسالة هي الرسالة نفسها التي أرسلها اللّه لآدم وهي الرسالة التي أراد يسوع أن ينقلها من خلال مثل الإبن الضال. عندما يُخطئ الإنسان، يدعوه اللّه ويتوسل منه العودة إليه وأيدي القديسين تبحث عن الأيدي التي قتلت وعذبت وخانت.
يتحدث البابا فرنسيس ويفعل تماماً كوالد الإبن الضال أي كاللّه الآب. يغضب الأخوة الكبار من استقبال الإبن عند عودته لأنهم يريدون أن يُكرموا على الخير الذي فعلوه ولذلك يفعل البابا فرنسيس ما يفعله من أجل الخطأة الذين يحتاجون الى الرحمة ومن أجل من يعتبرون أنفسهم عادلين لأنهم أيضاً يحتاجون الى الرحمة.